ضبيه في ٢٦ آذار ٢۰۱٢
صدر عن مكتب لبنان للجامعة اللبنانية الثقافية في العالم البيان التالي:
المؤتمر العالمي السابع عشر للجامعة اللبنانية الثقافية في العالم من 22 إلى 25 آذار 2012 في مكسيكو سيتي
إنعقد المؤتمر العالمي السابع عشر للجامعة اللبنانية الثقافية في العالم برئاسة عيد الشدراوي في النادي اللبناني في مدينة مكسيكو – المكسيك، تمّ خلاله إنتخاب ميشال الدويهي رئيساً عالمياً، وستة نواب للرئيس هم: أنطونيو عريضه عن أميركا اللاتينية، أنطونيو شاهين عن البرازيل، الياس كساب عن أميركا الشمالية، سعيد يزبك عن أوروبا، نجيب خوري عن إفريقيا وجو عريضه عن أوستراليا ونيوزيلندا، كما إنتخب جورج أبي رعد رئيساً لمجلس الأمناء، وإدوار نحّاس نائباً له، ديماس شنتيري رئيساً للمجلس العالمي للشبيبة. كما تم تعيين طوني قديسي أميناً عاماً للجامعة.
إفتتح المؤتمر وسط حضور من مختلف بلدان الإنتشار، ضمّ الى الرئيس العالمي، نواب الرئيس، الأمين العام ومساعديه، رئيس مجلس الأمناء، رئيس مجلس الشبيبة المتحدرة من أصل لبناني، رؤساء وأمناء عامين سابقين، رؤساء اللجان العالمية، رؤساء المجالس القارية، رؤساء الفروع وحشد كبير من المشاركين من لبنان ودول الإنتشار .
ناقش المؤتمر على مدى ثلاثة أيام أموراً إغترابية عديدة وصدر في نهايته المقررات التالية:
– دعم فخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان على سياسته الحكيمة لضمانة الاستقرار في ظلّ كل ما تتعرّض له المنطقة من تغيرات.
– تجديد الدعم لمقررات مجلس الأمن الدولي المتعلّقة بلبنان.
– تجديد المطالبة ببسط سلطة الدولة على كافة الأراضي اللبنانية.
– مطالبة الدولة اللبنانية الإسراع في وضع “آلية الإقتراع” للبنانيين المنتشرين تحضيراً للإنتخابات المقبلة ودعوة اللبنانيين في بلدان الإنتشار للإسراع في التسجيل في السفارات والقنصليات اللبنانية لتمكين الدولة اللبنانية من وضع الآلية المناسبة.
– المطالبة بإستكمال التعيينات الدبلوماسية لملء الشواغر في السفارات وإعادة العمل فيها إلى طبيعته.
– تنظيم زيارات إغترابية للشبيبة المتحدرة من أصل لبناني إلى لبنان لإبقاء التواصل وترسيخ علاقتهم بوطنهم الأم.
– تشجيع المغتربين الإستثمار في لبنان وخلق فرص عمل للحدّ من هجرة الأدمغة واليد العاملة.
– تنبيه المغتربين من سماسرة بيع الأراضي لغير اللبنانيين.
– حث المنتشرين تسجيل زيجاتهم وأولادهم في السفارات بغية عدم فقدان الجنسية اللبنانية ودعوة كل من فقدوا جنسيتهم إتمام ملفاتهم لمساعدتهم على إسترجاعها.
وكانت قد بدأت جلسة الافتتاح بالنشيدين المكسيكي واللبناني، فدقيقة صمت حداداً على أرواح مسؤولي الجامعة الذين توفوا مؤخراً، وتوالى على الكلام رئيس المجلس الوطني في المكسيك أليخاندرو خوري مرحباً بالوفود المشاركة، رئيس النادي اللبناني مرحباً ومشيداً بدور الجامعة، السفير السابق في مكسيكو نهاد محمود الذي حضّ رجال الأعمال اللبنانيين المغتربين على ضرورة التواصل فيما بينهم وحثهم على التواصل مع الهيئات الإقتصادية في لبنان.
ثم قدّم كل من رئيس النادي اللبناني ورئيس المجلس القاري لأميركا اللاتينية بشاره يشاره للرئيس الشدراوي درعاً تقديرياً. كما قدّم الأمين العام هدية لرئيس النادي.
وخلال المؤتمر، تحدث الرئيس الشدراوي عن السياسة الإغترابية التي إتّبعها خلال العامين المنصرمين مرّكزاً في تقريره على الخطوط العريضة. بينما شرح الأمين العام الدكتور نيك قهوجي أهم إنجازات الأمانة العامة، وتلا سولي الأسمر التقرير المالي.
ثم توالى على الكلام رؤساء اللجان المختصة، نواب الرئيس ورؤساء المجالس القارية عارضين إنجازاتهم خلال السنتين الماضيتين واقتراحاتهم للمرحلة المقبلة.
وكان لرئيسة “مؤسسة بيت لبنان العالم” السيدة بيتي الهندي مداخلة تهدف إلى تفعيل حملة حث وزارة الخارجية على الإسراع في وضع آلية إقتراع المنتشرين في أماكن تواجدهم خارج لبنان في الإنتخابات النيابية لسنة 2013.
كما عرض المحامي ستيف ستانتون دراسة أوليّة عن التنظيم الإداري للجامعة لتتماشى مع وضعها كعضو في قسم الـDPI التابع للأمم المتحدة.
ثم تليت على الحاضرين رسالة من سيادة المطران شكرالله نبيل الحاج تتمنى على الجامعة إستكمال المشاركة في تجهيز الجناح الجديد لمستشفى العناية في عين ابل.
وحمل رئيس مجلس الامناء شكيب الرمال رسالة من سعادة مدير عام المغتربين الأستاذ هيثم جمعة فطلب منه تسليمها للجنة الحوار في الجامعة.
كلمة الدويهي
وبعد انتخاب الهيئة الإدارية الجديدة ألقى الرئيس المنتخب ميشال الدويهي كلمة جاء فيها:
” أيّها الرفاق أبناء عائلة الجامعة،
أبدأ لأحدد موقفاً منذ البداية: إن الرئاسة العالمية للجامعة الثقافية ليست تشريفاً إذ أعتبرها تكليفاً ومسؤولية كبيرة حيال حقوق ديسبورا الإنتشار، حيال أوجاع وطنٍ أم، حيال سيادة مسلوبة، وحيالكم أنتم يا رفاق الدرب بمن وما تمثلون من مواقف نفاخر بها.
الرئاسة هي الربيع الأبيض الدائم الذي نحلم به لشعبنا المقيم وشعبنا المغترب في كل مكان.
أيها الرفاق، أيها الأصدقاء…
دعوني أشكركم على ثقتكم، وكم هي غالية على قلبي وكم هي راسخة في وجداني.
أشكركم فرداً فرداً ورئيساً رئيساً منذ بشارة بشارة بشارة مروراً بجو بعيني وأنيس كربات وإيلي حاكمه وصولاً إلى عيد الجامعة عيد الشدراوي. وأعلن بصراحة إني أحلم بالسير على خطى كل واحد منكم، أتابع المسيرة بالمحبة، بالصبر، بالإندفاع، بالإلتزام، باللبنانية التي اشتهرتم بها وبوفائكم لوطنكم الإغترابي الجديد. إنكم النموذج الذي أرسمه لنفسي. وكم أنا سعيد بأن أسجل لكم اليوم كبر عطاءاتكم وإنجازاتكم أنتم الذين حملتم المشعال في أدق الظروف وفي أصعبها لمواجهة التحديات، وما أكبرها.
سأضع أمام نفسي خطة عمل أو ما يعرف بخارطة طريق للنهوض بالجامعة وأهافها، لتوحيد صفوفها مع كل الذين يؤمنون بالسيادة اللبنانية وبقيمة الإنتشار كجناح لوطنٍ لا يمكن أن يحلّق بدونه.
المصالحة أمرٌ حتميّ وليس بشروط مسبقة منا، إنما بالشروط والأهداف التي قامت عليها الجامعة اللبنانية لا غير.
حق المغتربين بالإقتراع والجنسية من أهم الأهداف، وحق لبنان بالقيامة حق مقدس ضمن وحدة المصير والعيش المشترك والديموقراطية.
لبناننا مشتاق إلينا، أباؤنا مشتاقون، أمهاتنا يذرفن الدموع: دمعة على الوطن ودمعة على الإبن الحبيب ودمعة على الإبن الآخر الشهيد الذي غاب. ومن واجبنا كجامعة أن نتفاعل مع دماء الشهداء، أن نحافظ على الهويّة وعلى التاريخ، أن نعمل لترميم الحاضر الأليم، أن نبني لأولادنا وأحفادنا وطناً مستقلاً يفاخرون به وسلاماً يعيشون في ظلّه.
فهل يُعقل أن يدفع لبنان لوحده ودائماً فاتورة الوصايات والإملاءات والحروب الإقليمية؟!
هذا، أيها الأصدقاء، ليس كلاماً سياسياً، هذا كلام وطني ينزف من جرحي وجرحكم وجرح كل مخلص، لاسيّما وإن للجامعة مواقف مبدئية من لبنان تنطلق من دعم الشرعية التي يمثلّها رئيس الجمهورية حامي الدستور، ودعم الجيش وسلاحه الوحيد للدفاع عن الوطن حدوداً وأمناً وسيادة.
نعم أيها الرفاق، لبنان اليوم يعيش أزمة الطائفية والمذهبية، وأنا اليوم أنادي بطائفية الجامعة ومذهبيتها.. أنادي بها لتكون الطائفة العشرين في لبنان. ولكن الطائفة غير الطائفية، إنها الطائفة الواحدة المؤمنة بالله وبلبنان وبالإنتشار.
جئتكم من أوستراليا العظيمة، من جالية حبيبة ومن جامعة ملتزمة ومعي رفاقي… جئتكم واحداً منهم ولهم ولكم في كل صقع من الأرض، أحمل ثقة ودعم المجلس الإقليمي برئاسة طوني يعقوب، والفروع كل الفروع في كل الولايات، وإليهم أوجّه التحية.
جئتكم لنقول لكل بلد إغترابي إن لبنان الأرز وبعلبك والشهداء الحقيقيين ينادينا، فلنلبّي النداء… الإغتراب الحلم ينادينا فلنكن على قدر الحلم والنداء.
أيها الرفاق، لن أطيل الكلام اليوم عن خطتي المستقبلية إذ سأضعها مفصلة بين أيديكم لاحقاً.
فلنتناسى الخلافات ولنعمل بما تمليه علينا الرسالة، رسالة الجامعة التي هي أسمى من كل فرد منا ولنهتف بصوت واحد: لبيك لبنان، لبيك الجامعة، لبيك الإغتراب. شكراً لكم.”
ويوم البارحة الأحد في 25 آذار 2012، شارك المؤتمرون في الذبيحة الإلهية في كنيسة سيدة لبنان للإحتفال بعيد بشارة السيدة العذراء.
مكتب لبنان