إحتفاء برسو السفينة “فينيقيا” في مرفأ طرابلس

Thursday, 21 October 2010
أقامت بلدية الميناء إحتفالاً مساء اليوم، في مقر القصر البلدي، إحتفاء برسو السفينة “فينيقيا” في مرفأ طرابلس، في ‏حضور نائب رئيس بلدية ‏الميناء أنطوان الكك ممثلاً رئيس البلدية السيد محمد عيسى،أعضاء المجلس البلدي، ممثل وزير الإقتصاد والتجارة محمد الصفدي الدكتور مصطفى حلوة، سفير الأروغواي خورخي خوري، ‏ممثل النائب سليمان فرنجيه رفلي دياب، الرئيس العالمي للجامعة اللبنانية الثقافية في العالم عيد الشدراوي، لبنى عبيد، ‏إضافة إلى فاعليات المنطقة والهيئات الداعمة والمساهمة في تحقيق رحلة السفينة في حوض البحر الأبيض المتوسط.

بعد كلمة لسامر دبليز تحدث فيها عن رحلة سفينة “فينيقيا”، ألقى الشدراوي كلمة قال فيها: “أمام هذا الحدث التاريخي ‏العظيم، ألا وهو رسو السفينة الفينيقية في ميناء طرابلس الفيحاء، نغوص معاً في بحر أمجاد وطننا الصغير في ‏المساحة والكبير في عظمته. لبنان هذا الوطن الحبيب كان عبر العصور الغابرة محط أنظار الشرق والغرب ومركزاً ‏للإشعاع والنور تحج إليه شعوب الأرض قاطبة. هذه الحضارة التي إنطلقت من المدن المترامية على شواطىء لبنان ‏من جنوبه حتى شماله، من صور وصيدا وبيروت وجبيل وطرابلس، وأيضاً من مرفأ عكا حتى جزيرة أرواد، حيث ‏مخرت السفن المصنوعة من أرز لبنان عباب البحر في اتجاه أوروبا وإفريقيا وصولاً إلى الهند والصين حاملة ‏منتوجات لبنان من أخشاب وصباغ أرجواني وزجاج وفخار ليقايضونها بمنتوجات البلدان الأخرى من نحاس وذهب ‏وعطور وتوابل”.

أضاف: “من شواطىء مدينة جبيل أم الحرف إنطلقت الأبجدية لتعم العالم الغربي بنورها. كما إنطلقت بقية العلوم ‏الفلكية والفلسفية، وكانت مآثرها هذه بمثابة الخميرة الأساسية التي اعتمدها عالمنا المعاصر في صناعة السفن والعلوم ‏التجارية، فلم يكن الهم الحروب والسيطرة وإحتلال الأراضي عنوة، بل كان الهدف نشر الثقافة والعلم والمعرفة”.‏

وتابع: “نحن في الجامعة اللبنانية الثقافية في العالم كنا وما زلنا وآلينا على أنفسنا جمع شمل الإنتشار اللبناني، أينما ‏حل لشد أواصر المحبة والصداقة مع الوطن الأم لبنان. ووضعنا نصب أعيننا تسليط الضوء على تاريخ لبنان الزاخر ‏بالعطاء في شتى الميادين العلمية والحضارية الزاهرة. وهذا الإنتشار اللبناني بما يملك من طاقات علمية ومعنوية ‏ومادية ضخمة لا يستهان بها، استطاع أن يحتل أعلى المراكز في الدول التي يقيم فيها، ناسجا أفضل العلاقات بينها ‏وبين الوطن الأم لبنان، عاملا على شد أواصر الثقة والصداقة والإحترام، ناشرا قيمة لبنان المعنوية والحضارية على ‏أعلى المنابر الدولية”.‏

وحيا “أبناء طرابلس والميناء على إستقبالهما الحاشد، وقائد السفينة الفينيقية وطاقمها على الجهود الجبارة التي بذلوها ‏لإنجاز هذا المشروع التاريخي”.‏

من جهته، قال نائب رئيس بلدية الميناء أنطوان الكيك: “تبحر “فينيقيا” في الزمان والمكان لتتبع أسرار أجدادنا في ‏المنطقة الساحلية المنخفضة أي في منطقة كنعان. “الفينيقيا” تحيي الرحلات التاريخية والأسطورية التي كان أجدادنا ‏يقومون بها، حيث كانت السواحل البحرية بالنسبة إليهم منطلقا للاستكشاف والمغامرات والتبادل الإنساني والتجاري، ‏فكانوا أوائل من تحدى المحيطات فغدو بذلك من أشهر البحارة عبر التاريخ”. ‏

أضاف: “أرادت “فينيقيا” أن تختبر الصعاب والاستكشافات التي عاشها الأجداد، فصنعت نفسها على غرار مراكبهم، ‏وجابت بحارهم كما فعلوا في قرون خلت قبل الميلاد. كيف عاشوا هذه المغامرات البحرية؟ ما هي الإكتشافات التي ‏حصدوها؟ كيف إستطاعوا أن ينشروا تجارتهم وثقافتهم ولغتهم في أوعية الحروف إلى الشعوب التي تفاعلوا معها؟”.‏

وتابع: “تنبعث “فينيقيا” من أمجاد التاريخ في جدول أعمال تلتقي خلاله عشيقاتها المدن التي ارتدت في مناسبة ‏إستقبالها لون الأرجوان. والميناء ليست أقلهم شأنا، فهي تشتعل فرحاً عند لحظة اللقاء، وتفتح ذراعيها ترحيباً ‏ب”الفينيقيا” لتستلهم من هذه الأمجاد، علها تحجز لنفسها مقعداً مضيئا على متنها، تبحر معه إلى مستقبل زاهر ‏ومشرق”.

وفي الختام، شكر الكيك “نادي الليونز والجامعة اللبنانية الثقافية في العالم لمواكبتهما رحلة “الفينيقيا” إلى بلدها لبنان ‏ومدينة الموج والأفق والمراكب البحرية والصيادين”.‏

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.