يبدو أن حكاية الجامعة اللبنانية الثقافية أشبه بحكاية إبريق الزيت، هذا الجسم الاغترابي الذي كان أحد أهم أهدافه جمع اللبنانيين المغتربين بات يعمل على تشتيتهم وتفريقهم ويزيد في إنقساماتهم حتى أصبحت الجامعة جامعات عقدت الجامعة اللبنانية الثقافية في العالم مؤتمرا تشاوريا بمشاركة مجموعة من المجالس الوطنية في العالم في فندق هوليداي ان اكرا.
وبحفل أشبه بعرس اغترابي كبير تخلله رقصات وأغاني فولكلورية حضره ملك وملكة غانا والقائد الأعلى للقوات المسلحة اوب اكوا، ورئيس بلدية اكرا محمد ادجي سوا وممثلة عن وزارة الداخلية وشخصيات رسمية وعسكرية وممثلي القارات والوفود المشاركة.
وبعد النشيد الوطني اللبناني والغاني قرأ ممثل رئيس الجمهورية الغانية رسالة تهنئة ومباركة من رئيس الجمهورية إلى الأستاذ رمال.
توج شكيب رمال رئيساً للجامعة اللبنانية الثقافية في العالم (الانتشار) بعد أن رشحه المجلس الوطني في غانا وقد ترأس جلسة الانتخاب الدكتور أنطوان أبو عبود كونه كبير السن وذلك حسب النظام الداخلي للجامعة وضعت صناديق الاقتراع ومن بعدها أعطى الرئيس أبو عبود الوقت الكافي لمن يريد الترشح للرئاسة وبعد مرور خمسة عشر دقيقة من الوقت لم يترشح أحد عندها أعلن د. أبوعبود فوز السيد شكيب رمال بالتزكية وجاءت النتيجة على الشكل التالي:
شكيب رمال(غانا) رئيساً، البرتو شاكر(الأورغواي) وأنطوان بو عبود حرب (فرنسا) نائبين للرئيس. بعدها اعلن رمال عن تعيين ميشال عساف (فنزويلا) أميناً عاماً.
مع الإشارة إلى أن التعيينات الجديدة التي جرت هي لملء الشواغر على أن تبقى الاجتماعات مفتوحة حتى اليوم الأخير من شهر أيار المقبل، وذلك إفساحاً في المجال لإنجاح الاتصالات القائمة مع باقي الأطراف ومع المجلس الرئاسي للجامعة برئاسة الرئيس السابق الياس كساب، في محاولة للوصول إلى توافق قبل حلول موعد المؤتمر الذي دعا إليه كساب في العاصمة الكولومبية بوغوتا في 23 أيار المقبل.
يعتبر المؤتمر الذي عقد في غانا هو خطوة تصحيحية ودعوة صريحة للعودة إلى أصول الجامعة وجذورها ولا يعتبر انشقاقاً عنها أو فرعاً آخراً على العكس، أتى المؤتمر ليملأ الشواغر الحاصلة في الجامعة التي كان يرأسها الرئيس السابق الياس كساب وليكون رداً على المؤتمر الذي عقد في باريس ورفضاً للمقررات التي صدرت عنه بتحويل الجامعة إلى شركة عابرة للقارات وهو ما يتنافى مع المبدأ الأساسي الذي تأسست الجامعة من أجله.
وألقى رمال كلمة خلال المؤتمر شكر فيها جميع الأعضاء على الثقة التي أولوه إياها، وقال: “إن نتائج اجتماعاتنا كهيئة إدارية بموجب قوانين الجامعة هي جاهزة لأي حوار وأي وحدة يتفق فيها على النقاط التي أطلقها المؤسسون لبناء الجامعة كمؤسسة أم للانتشار وهي واضحة بقوانينها ولا تحتاج لأي مد أو جزر”.
وختم: “إني أذكركم بالقول المأثور”ما دخلت السياسة شيئاً إلا أفسدته، فابتعدوا في هذه الجامعة عن كل ما يمت إلى السياسة بصلة، ولا تجعلوها مع فريق ضد آخر، بل اجعلوا منها مؤسسة بعيدة عن السياسة، وأدعوكم إلى أن تقيموا فيما بينكم في ديار الاغتراب صلات توطدها روح الإلفة والمحبة والتسامح، فلننسى كل الخلافات وأسبابها ولنعمل بروح وطنية عالية، فبمثل هذه الروح يحيا الوطن الذي أنبتكم وبمثلها نكسب من خلالها تقدير شعوب العالم ونحقق لوطننا الأم ما علق علينا من آمال”.
وكان سبق الانتخابات رسائل عبر سكايب من أعضاء في الجامعة اللبنانية الثقافية من مختلف بلدان العالم.
وطرح القنصل الفخري للبنان في فانكوفر الدكتور نقولا قهوجي مشروعاً لدعم فكرة “لبنان أرض الحوار والحضارات والثقافات”، ودعا أعضاء الجامعة إلى التحرك سريعاً لاقناع المسؤولين كل في دولته لتبني الفكرة.
ولفت الأمين العام ميشال عساف إلى أن هذه الانتخابات التي حصلت اليوم هي خطوة لسد الفراغ وليس لتقسيم الجامعة، وقال: “نتمنى أن يكون شكيب رمال رئيساً مقبولاً توحيدياً في مؤتمر بوغوتا.
التوصيات:
أصدر المجتمعون بياناً تضمن التوصيات التي صدرت عن المؤتمر وجاء فيه:
“بعد فشل المؤتمر العشرين للجامعة اللبنانية الثقافية في العالم، المنعقد في باريس بتاريخ السابع من أيلول ٢٠١٨، وبعد عدم التوصل إلى انتخاب رئيس جديد للمؤسسة، وبالتالي الدخول في فراغ رئاسي وشلل إداري فاضح، دعت مجموعة من المجالس الوطنية الفاعلة إلى عقد مؤتمر استثنائي في آكرا، عاصمة دولة غانا، لبحث أفضل السبل لملء الشواغر الإدارية في الجامعة الثقافية”.
أضاف البيان “أتمّ المؤتمر الاستثنائي مرحلته الأولى عند الساعة الثامنة من مساء الثالث والعشرين من الجاري بإنتخاب رئيس وإدارة عالمية جديدة بالتزكية، وخرج بالتوصيات التالية:
- الحفاظ على استقلالية الجامعة كمؤسسة حاضنة للإغتراب اللبناني
- المطالبة بإلغاء المادة ١٢ من قانون مديرية المغتربين
- التأكيد على التعاون الندّي للجامعة الثقافية مع كافة أجهزة الدولة اللبنانية.
- دعم مبادرة “لبنان أرض الحوار بين الحضارات”.
- تنشيط العلاقات مع “مركز دراسات الانتشار” وكافة المراكز الجامعية الثقافية في لبنان.
- تعديل المواد القانونية المُلزمة، ليصبح لكل بلد صوت واحد في انتخابات سرية، وباستعمال صندوق اقتراع.
- انتخاب السيد شكيب رمّال رئيساً عالمياً والسيدين ألبيرتو شاكر وأنطوان بو عبود نائبين للرئيس، وتعيين السيد ميشال عساف أميناً عاماً.
- الإبقاء على جلسات مؤتمر غانا مفتوحة لغاية آخر يوم من شهر أيار المقبل”.
مجلة الحقائق المواكبة للاغتراب اللبناني كانت حاضرة في أكرا وواكبت هذا المؤتمر ونقلت مداخلات عبر السكايب أراء بعض الشخصيات الاغترابية.
– السيد أميل خاطر
يُعبر أميل خاطر وهو الذي خدم الجامعة اللبنانية الثقافية في العالم مدة 50 عاماً وكان نائب رئيس سابق وناطق رسمي باسم الجامعة، عن سعادة لا توصف بانعقاد هذا المؤتمر في غانا مشيراً إلى أنه ما زال يوجد أناس مخلصين يسعون إلى تصحيح مسيرة هذا الصرح الاغترابي الممثل الشرعي والوحيد للإغتراب
واعتذر خاطر عن تأييده في السابق للسيد ع – ع واصفاً إياه بـ”واحد من الجهال” كما طلب من كل من واحد دعم الرئيس السابق لجامعة الانتشار ا – ك بتصحيح المسار والخطأ لأنه ليس أفضل من ع – ع. ووجه خاطر كلامه للذين حضروا المؤتمر فقال: ما يعزيني ويعطيني أمل هو أنكم قطعتم المسافات وأتيتم إلى غانا لحضور المؤتمر وهذا دليل وفائكم وإخلاصكم. وختم كلامه مستشهداً بقول لنابليون: “ليس الفخر في أن ننجح ولكن الفخر في أن نبقى حيث نجحنا، ليس العار في أن نفشل ولكن العار في أن نبقى حيث فشلنا.
مضيفاً: أنا معكم قلباً وقالباً بكل أمنياتي وقدراتي حتى نسترد الجامعة وكي لا يبقى مصير الجامعة بأيدي الجهلة والأنانيين والنفعيين.
– السيد ألبيرتو شاكر
بدوره اعتذر نائب الرئيس العالمي المنتخب في مؤتمر أكرا السيد البيرتو شاكر عن عدم الحضور لأسباب شخصية مؤكداً أنه يؤيد كل المقررات الصادرة عن المجموعة الموجودة في غانا داعياً إلى تثبيت الديمقراطية والعمل الديمقرطي داخل الجامعة وعدم التسلط، وإلى جمع الاغتراب لإرجاع الجامعة لهدفها الأول.
وختم رسالته موجها نداء للمسؤولين المتواجدين في مؤتمر غانا بالالتفات الى اللبنانيين المتواجدين في فنزويلا والذين يتعرضون إلى شتى أنواع الضغوط والصعوبات طالباً مؤازرتهم في هذه الظروف الصعبة.
السيد محمد ياسين
أما رجل الأعمال ونائب رئيس المجلس الوطني في فنزويلا محمد ياسين والذي كان راغباً بحضور مؤتمر غانا والتواجد فيه لكنه لم يستطع لأسباب شخصية، أيد بدوره انتخاب ميشال عساف أميناً عاماً للجامعة وكل المقررات الصادرة عن المؤتمر كما طلب الدعم والمساعدة من الجامعة وإعطاء فرع فنزويلا مهلة لإعادة مزاولة نشاطه الاجتماعي نظراً للظروف الصعبة التي تمر فيها البلاد.
– نائب الرئيس فريد مكارم
بدوره نائب الرئيس فريد مكارم أثنى على مؤتمر أكرا وجدد دعمه المطلق للسيد ميشال عساف واضعاً كل إمكانياته المادية والمعنوية في تصرف المجتمعين في غانا مشيراً إلى أن مستقبل الجامعة بات في أيدي أمينة ولا بد من اتخاذ خطوات حكيمة وواعية ضمن إطار الديمقراطية.
– القاضي الدكتور آلان عياش
أما القاضي د. آلان عياش فقد أطلق دعوة نابعة من القلب من كندا دعا فيها إلى فصل الإغتراب عن السياسة وعدم الانجرار وراء الأحزاب ونقل مشاكلها الداخلية إلى الخارج، إذ من المعيب بعد عشرات السنين إرسال مممثلي الأحزاب إلى الدول الاغترابية خاصة أنها المسؤولة عن تشتيت اللبنانيين وانقسامهم.
واقترح د. عياش آلية عمل يمكن من خلالها حفظ ماء وجه الاغتراب من خلال برنامج ثقافي يعمل على خلق نشاطات ثقافية وفكرية وترفيهية يمكن من خلالها إقامة نشاطات ازدواجية واندماجبة وزيارات تعارفية للشباب كتعريف شباب أميركا الشمالية على شباب أميركا اللاتينية وهكذا دواليك، وتنظيم رحلات تعارفية دائمة على لبنان التي إن حصلت قد تحصل على نطاق ضيق ومحصور بخلفية سياسية. وقال أيضاً أن الجامعة اللبنانية الثقافية في العالم تحتاج إلى ورشات عمل كبيرة مبنية على أسس جديدة مستقلة استقلالاً تاماً عن السياسة والأحزاب الطائفية اللبنانية وبعيداً عن تدخل الدولة اللبنانية.
وختم الدكتور كلامه متمنياً النجاح للمؤتمر الذي عقد في أكرا وللمجموعة الموجودة فيه مشيداً بالمبادرة الجديدة التي تعمل على إعادة الجامعة اللبنانية الثقافية إلى الخط الصحيح خاصة أن قوة لبنان هي بمغتربيه الذي يفوق عددهم أعداد اللبنانيين الموجودين فيه بمرتين أو ثلاث وربما أكثر.
توزيع الدروع على المكرمين والمشاركين
وفي نهاية المؤتمر وبحضور شخصيات رسمية وعسكرية ودبلوماسية وقنصل غانا في لبنان الأستاذ ميشال حداد أقيم حفل عشاء وتم توزيع الدروع على المكرّمين والمشاركين في المؤتمر.
تاريخ النشر:02-03-2019, 9:34 am