The Poet Venus Khoury Ghata At Lebanese American University Beirut

ڤينوس خوري غاتا في لبنان


عَلامةُ شِعرها فُجاءَةُ الصورة والتعبيرُ عنها. وعلامةُ نَثْرها رَشْقُ الكلمات بعَبير النضارة.


وفي كِلَيهما معاً طَيفٌ بعيدٌ يَتَتَالى، واضحاً مَرَّةً، ومَرّاتٍ مُقَنَّعاً بغِلالة رقيقة. طَيفٌ في ملامِحِه لبنان.


حين غَادَرَتْهُ قبل أَربعة عُقُود (1973) حَمَلَتْهُ معها في أَعراق كلماتها، في نسيج قَصائدها، وفي منابع ذكرياتها، فبَقي معها، فيها، منها، إليها، نُسغاً يغْتَذي منه أَدَبُها، شِعرُهُ والنَّثْر، يَفيض كَـهَبَّة عطْرٍ كُلَّما التَفَتَت من نافذة پاريسِها إلى الضفّة الأُخرى من المتوسط.


ڤينوس خوري غاتا: أَلَقٌ لبنانِيٌّ في لُغَة ڤاليري، اعتَنَقَت الفرنسية نَهْراً، وما زالت وَفيَّةً لِبَرَكَة اليُنْبُوع.


في سلسلة الأَنشطة الدَّورية للسنة الجامعية 2011 – 2012


مركز التراث اللبناني في الجامعة اللبنانية الأميركية


تَعَاوُناً مع “مكتبة البُرج”


يَدعوكُم إلى لقاءٍ مع الشاعرة اللبنانية العالَمية


ڤينوس خوري غاتا


لِمُناسبة نَيلها جائزةَ غُونكُور للشِّعر عن سنة 2011



تُقَدِّمُ لِـلِّقاء الكاتبة مـي منسى


 


كلمةٌ خاصة من الشاعرة الضَّيْفة


ثُمّ تَقرأُ مَجموعةً من قصائدها


وتَقرأُها في العربية مُتَرْجِمَتُها الدكتورة زهيدة درويش جبور


 


مع مُداخَلةٍ من الكاتب أَلِكْسندر نَجَّار


وختاماً حوارُ الحضور مع الشاعرة الضَّيْفة



يفتتحُ اللقاءَ مديرُ المركز


الشاعر هنري زغيب



الساعة 7:00 مساءَ الاثنين 12 آذار 2012


القاعة 904 كلّيّة الإدارة والأعمال مبنى الجامعة الجديد الطابق الأرضي


قريطم بيروت


هي ولبنانُها


–        كنتُ في السابعة عشْرة حين فَقدْتُ أخي في مَصَحٍّ للأَمراض النفسيّة وهو في الثانية والعشرين بعدما ضَرَبَتْهُ صاعقةٌ دماغية. كأنما قلبُه الشاعر أَهداني الكتابةَ فَأَخَذْتُ أَكتُبُ بأُسلوبه، على دفتره، وهو ماثلٌ في بالي.


 


–        أَدبي، شِعرُهُ والنَّثْر، بَحثٌ عن الغرابة والجمال. وهذا تأثيرٌ من الشِعر العربي الذي، عكْسَ الشِعر الغربي عُموماً والفرنسيّ خصوصاً، لَم يَجْنحْ إلى القُبْح ولا إلى الدناءة.


 


–        من أَبرز النماذج في مطالعي الأدبية: أرثور رمبو، شارل بودلير، جول سوپرفييلّ، جورج شحادة، والشِعر العربي عموماً.


 


–        عن مَثَلٍ عربي أَنَّ “القمر أجملُ لدى رؤْيته من بعيد”. وأنا أَحبَبْتُ وطني لبنان وأَحبَبْتُ جَمالَه. منذ نَأَيتُ عنه رافَقَني جمالُه أَينما حلَلْتُ. وحين أَكتب أَكون، في معنىً ما، أَروي عنه، فأُعيدُ بناءَ كيانه الدّاخليّ، وأُعيدُ على الصفحة البيضاء إِحياءَ كيانه العاطفيّ. وطني حاضرٌ في أَحلامي. وغالباً ما أَلتجئُ خلفَ الصفحة البيضاء، كما وراءَ شريطٍ شائك، كي أَحتمي من القصْف. إنها مشاعرُ مُكثَّفة، وملامحُ ذكرياتٍ منذ اجتاحَت الحربُ أرضيَ الأُمّ.


 


–        ثلاثُ كلماتٍ تَتَرَدَّد في كتاباتي: “البيت”، “الولَد”، “اللغة”، لأنني ذاتَ فترةٍ كنتُ في حِدادٍ على وطني الغالي، ولأنني فقَدْتُ زَوجي شاباً، ولأنّ أولادي كَبُروا ونَأَوا هُم أيضاً. لذا أَكتُب هذا الغياب، هذا الفراغ، هذا البُعاد.


 


–        في أَدبي أُدخِل لُغةً في لُغةٍ أُخرى: العربيّة في الفرنسيّة، مع أنهما نقيضَتان. زاوجْتُ لُغتَين أَجنَبِيَّتَين. قدَّمتُ للفرنسيّة التراكيبَ العربيَّةَ وتنويهاتِها وهَيْبَتَها. ولأنّ للفَرنسية حَدّاً عقلانياً، أَحلُم أَن أَكتُبَها بِنَبْرَتِها من اليمين إلى اليسار، وأَن أَكتُبَ العربية من اليسار إلى اليمين بالنّبرة الفرنسية.


____________________________


*) لقطاتٌ من حَديثها إلى مَجلَّة “لـو ماغ” (Le Mague) الإلكترونيّة في 10 نيسان 2010، وكان اسم ڤينوس خوري غاتا عامئذٍ متداوَلاً بين أبرز المرشَّحين إلى “جائزة نوبل للأدب”.


من شِعرِها



Ne tournez pas les pages à l’envers criait la mère
Les mots inversés ont le vertige
L’encre tourne comme du mauvais lait
Les livres que nous lisions venaient de la forêt
Du cri de l’écorce
De la douleur de l’arbre
De son odeur sur les pages feuilletées
Nous lisions yeux fermés dans la nuit d’août
Quand le ciel se débarrassait de ses étoiles filantes
Quand une nuit sans marge s’allongeait jusqu’au jour


Vénus Khoury-Ghata


A quoi sert la neige?


Le Cherche Midi (2009)


 


 صَرَخَت الأُمّ:


– “لا تَقْلِبوا الصفَحات عكْسَ وُجْهَتها


كي لا تصابَ الكلماتُ بالدُّوار


فيَسيلَ الحبرُ كالحليب الفاسد“.


كنا نقرأُ كُتُباً آتيةً من الغابة


من وَجَع الشجرة، من صَرخَة قِشْرتِها،


من أَنينها ونَحن نَقْلِبُ الصفحات.


في ليالي آب كُنّا نَقْرَأُ بعيونٍ مُغْمَضَة


حين السماءُ تَعْرَى من نُجُومها الشَّاردة


والليلُ مُمَدَّدٌ حتى الصَّباح على صفحةٍ بلا هامش.


                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                       ترجمة هنري زغيب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.