WLCU Honoring Dinner-27 July 2011

أقامت الجامعة اللبنانية الثقافية في العالم حفل عشاءها الإغترابي السنوي برئاسة رئيسها العالمي عيد الشدراوي، في فندق لورويال – ضبيه، كرمت خلاله شخصيات ممن ساهموا في القضايا الإغترابية وقضايا الإنتشار اللبناني. وهم: النائب بطرس حرب، النائب نعمة الله أبي نصر، السفير فؤاد الترك والرئيس العالمي السابق للجامعة أنور خوري.


Active Image



حضر الحفل: ممثل البطريرك الماروني مار بشارة الراعي مطران الموارنة في البرازيل إدغار ماضي، ممثل الرئيس أمين الجميل منسق حزب الكتائب في أوستراليا جورج حداد، وزير الثقافة غابي ليون، ممثلة وزير الداخلية والبلديات العميد شربل مارون قائمقام المتن مارلين حداد، ممثل وزير الدفاع فايز غصن وقائد الجيش جان قهوجي مدير مديرية التوجيه في الجيش اللبناني العميد الركن حسن أيوب، سفراء: اوستراليا ليكس بارتلم، الأوروغواي خورخي خوري، كولومبيا ريدا مارييت خوري سلامة، ممثل سفير مصري أحمد البيدوي أحمد سماوي، ممثل سفير المكسيك خورخي ألفاريز فوينتيس – خورخي بايكر، النواب إيلي ماروني، رياض رحال، آغوب بقرادونيان، غسان مخيبر، سيرج طورسركيسيان، 
ميشال الحلو وإيلي عون، ممثل النائب سامي الجميل أمين سر هيئة الإغتراب في حزب الكتائب عيراني كونستانتان، النائب في البرلمان السويدي من اصل لبناني روجيه حداد، الوزراء السابقون سليم الصايغ، منى عفيش ووديع الخازن، السفير الأميركي السابق فنسنت باتل، السفير شربل اسطفان، السفير عزيز القزي، قنصل البرازيل الفخري شكري مكاري، قنصل الكاميرون الفخري جان عبود، قنصل غانا الفخري ميشال حداد، ممثل رئيس الهيئة التنفيذية في “القوات اللبنانية” الدكتور سمير جعجع وعقيلته النائب ستريدا جعجع إيدي أبي اللمع، أمين عام وزارة الخارجية والمغتربين السفير وليم حبيب، ممثل مدير عام قوى الأمن الداخلي اللواء أشرف ريفي – آمر فصيلة أنطلياس الرائد جهاد الأسمر، المطارنة: أنطوان نبيل عنداري، غي بولس نجيم، شكر الله نبيل الحاج، مستشار رئيس الجمهورية للشؤون الفرنكوفونية الدكتور خليل كرم، مستشار الرئيس سعد الدين الحريري داوود الصايغ، مستشار وزير الإعلام وليد الداعوق – أندريه قصاص ،مستشار وزير الداخلية والبلديات شربل مارون – ميشال كرم، مستشارة وزير السياحة لشؤون السياحة الثقافية ورئيسة ديوان أهل القلم الدكتورة سلوى الأمين، القاضي داني شرابيه، القاضي جوزف صفير، رجل الأعمال نظمي الأوجي، رئيس شؤون قطاع الاغتراب في القوات اللبنانية انطوان بارد، نائب رئيس تيار المستقبل أنطوان أندراوس، رئيس لجنة ملكة جمال لبنان أنطوان مقصود، ملكة جمال لبنان 2011 يارا خوري مخايل، ملكة جمال المغتربين 2011 ماريا فرح، رئيس مجلس إدارة مؤسسة “ايدال” نبيل عيتاني، رئيس مجلس إدارة نورسات، مدير عام تيلي لوميار الأستاذ جاك الكلاسي، رئيس الاتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة الاب طوني خضرا، مدير المركز الكاثوليكي للاعلام الاب عبدو او كسم، رئيس مجلس ادارة “لبنان الحر” انطوان مراد، رئيس مرفأ طرابلس السابق أنطوان حبيب، الديبلوماسي الأميركي السابق وليد معلوف، رئيس شركة “ايفنتز مينا” غياث الرفاعي، رئيس مجلس ادارة مجلة المغترب عصام عميرات. 
وحضر عن الجامعة اللبنانية الثقافية في العالم: الرئيس العالمي للجامعة عيد الشدراوي وعقيلته هيفاء الشدراوي، الرئيس السابق إيلي حاكمه، رئيس المجلس القاري عن أميركا اللاتينية بشارة جورج بشارة، الأمين العام العالمي نقولا نخلة قهوجي، نائب الرئيس العالمي عن اوروبا جورج أبي رعد، نائب الرئيس العالمي عن اوستراليا ونيوزيلندا ميشال دويهي، رئيس مكتب لبنان طوني قديسي، اضافة الى شخصيات رسمية، دينية وإغترابية، إعلامية، رؤساء قارات ورؤساء فروع ومسؤولي وأعضاء الجامعة اللبنانية الثقافية في العالم من كافة أنحاء العالم وحشد كبير من المغتربين بحيث وصل عدد الحضور إلى 500 شخص.
الشدراوي


قدمت الإحتفال إيميه صياح، ثم تحدث الشدراوي فقال: “يسعدني أن أرحب بكم في هذه المناسبة الرائعة، التي تجمع بين جناحي الوطن الحبيب، لبنان المقيم ولبنان المغترب، ويسعدني أكثر أن أرى المغتربين اللبنانيين يتوافدون من كافة أقطار العالم، لقضاء فترة الإصطياف بين الأهل والخلان، وهم يذوبون شوقا وحنينا الى مسقط الرأس ومرتع الصبا لبنان. ومنهم من يلبون، دعوة الجامعة اللبنانية الثقافية في العالم، لإحياء هذا الإحتفال التكريمي، علهم يحظون ببارقة أمل تشعرهم بأنهم، من صلب مسيرة هذا الوطن الجبار”.
وشكر المكرمين، الذين “قدموا الدعم الدائم، كلما سنحت لهم الفرصة لحماية حقوق المغتربين، وجعلوا منها عنوانا يتصدر قائمة الجلسات البرلمانية والمناسبات الاجتماعية، بعدما باتت كقميص عثمان، تتجاذبها الأهواء السياسية تارة، وتتحكم فيها الوعود المعسولة طورا، وفي كلا الحالتين تكمن علة العلل، حيث تعكس مدى جهلنا واستهتارنا بطاقات الإغتراب اللبناني البشرية والاقتصادية، وعدم سعينا للحد من نزف هجرة الأدمغة الى الخارج، فمنهم من يتبوأ اليوم، أفضل المراكز السياسية والعسكرية والاقتصادية، وأضحوا خيرة الشعوب المنتشرة، لا بل قدوة يحتذى بها في شتى الميادين، ما دفع رئيس وزراء العدو الإسرائيلي يوما الى القول “انني أخشى وشوشة الانتشار اللبناني أكثر مما أخاف جميع الجيوش العربية متحدة”.
وأكد الشدراوي “ان الجامعة اللبنانية الثقافية في العالم، ليست موالاة وليست معارضة، بل على مسافة واحدة من الجميع، وهي تتمنى من جميع القيمين على سياسة البلاد على اختلاف مواقعهم وأحزابهم، الدعم الكامل لقضاياها المحقة، تيمنا بخطى وزير الخارجية الراحل المرحوم فيليب تقلا الذي قال في مؤتمر عام 1962: “أن الحكومة اللبنانية لا سلطة لها ولا تريد أن يكون لها سلطة على الجامعة، وهي لا تقيدها بشيء وعلاقتها بها تسودها المحبة والمساعدة والتشجيع”. 
وأشار الى ان “اولى هواجس الانتشار اللبناني وأبرز تمنياتهم، كنت قد نقلتها بكل صدق وأمانة للمراجع المختصة كافة، كما نقلها أسلافي ممن سبقني في رئاسة الجامعة وهي:
1- وضع مشروع الجنسية اللبنانية للمنتشرين حيز التنفيذ، لكل من يستحقها لأنها حق مقدس وغاية مثلى لا تقبل المساومة، علما بأن مشروع القانون العائد لهذا الحق ما زال على جدول أعمال الهيئة العامة في مجلس النواب منذ 06/04/ 2009 .
2- الإصرار على مشاركة الإنتشار اللبناني في انتخابات عام 2013، وفق آلية حديثة تتيح لهم الإقتراع في بلاد الانتشار حيث وجودهم، عبر السفارات أوالقنصليات أو بواسطة شبكة الإنترنيت، أسوة بباقي الجاليات الأجنبية التي تقترع من لبنان.
3- كما تدعم الجامعة مواقف الدولة اللبنانية، وعلى رأسها فخامة الرئيس ميشال سليمان، الرامية الى الرفض المطلق للتوطين، وللانتشار اللبناني الباع الطويل في مراكز القرار، انطلاقا” من الأمم المتحدة التي اعترفت بنا كمؤسسة دولية مدنية(NGO)، وصولا الى كل دولة لنا في حكومتها ومجلسها النيابي عشرات الوزراء والنواب”.


وختم آملا “أن يبقى لبنان الذي بناه الجدود، واحة سلام، ومرتع أمن، وموئل حرية وكرامة، واحدا موحدا بجناحيه المقيم والمغترب، ومن هنا كان دأبنا المتواصل في الجامعة، إقامة أكثر من تمثال في عواصم العالم، تخليدا لذكرى المغترب اللبناني الأول بالزي الوطني، وفي حضور أعلى المرجعيات في الدولة المضيفة، وللأسف الشديد غياب ممثلي الدولة اللبنانية المعنية، وهذا ما يبدد هواجس رئيس وزراء العدو الاسرائيلي ،الذي يشعر بوزننا وتخيفه أبعاد ثقلنا المادي والمعنوي، في حين أننا حتى الساعة لم ندخل نحن اطلاقا كإنتشار لبناني في معادلة تركيبة الوطن، الذي به نعتز ونفاخر على خطى فيلسوفنا العبقري جبران خليل جبران، الذي قال عندما كان في غربته الأميركية يومها: أنا غريب وقد جبت مشارق الأرض ومغاربها، فلم أجد أجمل من مسقط رأسي لبنان، ومن ثم يستطرد ويقول: لو لم يكن لبنان وطني، لما اخترت غيره من الأوطان”.
خوري


ونيابة عن الرئيس الأسبق للجامعة أنور خوري، كانت كلمة لإبنه أليخندرو الذي مثل والده في الحفل، شاكرا الجميع على هذا التكريم.
الترك


اما السفير الترك، فقد اعتبر تكريمه من قبل الجامعة اللبنانية الثقافية في العالم “ضرب من تكريم الذات، كيف لا والمعلوم انني والجامعة واحد وهي التي كانت عنوانا رئيسيا في عملي وادائي خلال مسيرتي الدبلوماسية خصوصا في النصف الأول منها إبان تنقلي في ما أسميته عالم الانتشار اللبناني أو دنيا لبنان أو العالم اللبناني أو ملحمة الاغتراب اللبناني أو الامبراطورية التي لا تغيب عنها الشمس، فكان بيني وبينها امال وأحلام وتاريخ ونضال حافل بالجنى وصولات وجولات ووشائح لم تنفصم عراها منذ حوالي النصف قرن الى اليوم”.
وقال: “من ترداد الكلام ان الحضور اللبناني في العالم ظاهرة فريدة لم يعرفها اي وطن آخر، واذا كان شعارنا داخل لبنان “لبنان واحد لا لبنانان”، فواقعنا في الخارج “لبنانات لا لبنان واحد”. زرعها مغتربونا الاوائل فوق كل أرض وتحت كل سماء.


وأوضح “ان الجامعة اللبنانية الثقافية في العالم انشئت عام 1960 في مطلع عهد الرئيس فؤاد شهاب وفي ظل الحكومة الرباعية الشهيرة: رشيد كرامي وحسين العويني وبيار الجميل وريمون اده وذلك لأهداف ثلاث: شد الأواصر بين المغتربين اللبنانيين والمتحدرين منهم، تعزيز التواصل بينهم وبين لبنان وتعبئة طاقاتهم وتوظيفها لتنمية العلائق بين لبنان وبلدان الانتشار وطنيا واجتماعيا وثقافيا واقتصاديا وسياحيا وذلك ضمن الولاء الكامل والمطلق للبلدان التي تستضيفهم، الافادة من عالم الانتشار لدعم لبنان وطنا سيدا حرا مستقلا صاحب دور ورسالة في محيطه وفي العالم، مع التأكيد أن الجامعة مؤسسة غير حكومية وغير رسمية وغير سياسية مدعومة من الدولة ومستقلة عنها وهي تميز بين الشأن الوطني والشأن السياسي، فهل أنبل من هذه الأهداف”.
وتابع: “يا أخي وعزيزي عيد شدراوي، لقد طوقتم جيدي انتم ومجلسكم العالمي بنبل لفتتكم واؤكد لكم أنني اذا كنت قد اديت ببعض الواجب المترتب علي إزاء عالم الانتشار اللبناني وإزاء الجامعة اللبنانية في العالم فلايماني العميق بعظمة هذا الانتشار وبالدور المؤهل له وخصوصا في الوقت الذي تهبّ الرياح على منطقتنا وعلى وطن الارز. وانها مناسبة لتجديد قناعاتي وايماني بأن الجامعة حاجة لبنانية وعلينا ان ندعمها ونقويها ونصون وحدتها لتتمكن من تحقيق الأهداف النبيلة التي من أجلها وجدت لتبقى درعا للبنان”. 
ابي نصر
اما النائب نعمة الله أبي نصر، فرأى “اننا في لبنان لم نفعل شيئا يذكر حتى الآن للحفاظ على ثروتنا البشرية التي يتوازن فيها لبنان المقيم مع لبنان المغترب، مع ان دول العالم تحافظ على ثرواتها الطبيعية، وتعمل جاهدة لتنميتها”، معربا عن اسفه لأن نهمل ثروة إغترابية تشع في أنحاء الأرض فكرا ومهارات ونجاحات اقتصادية وثقافية وحتى سياسية”.


وقال: “مؤسف ألا نمتلك إحصائيات علمية موثقة عن المغتربين اللبنانيين المنتشرين في كل أصقاع المعمورة. مؤسف حقا أن نتسكع وراء المصارف العالمية للإستدانة، بدل أن نشرع أبوابنا أمام مغتربينا ليستثمروا في مشاريع مربحة لهم ولأهلهم في الوطن الأم”.
وسأل: “أليس غريبا أن يكون لبنان أكثر الدول حاجة لأبنائه المغتربين، بينما هو أكثر دول العالم إهمالا لهم ولحقوقهم؟ لكن ذلك لم يمنعنا في المقابل من التصريح وأحيانا التباهي بأن ميزان مدفوعاتنا نغطيه من مليارات الدولارات التي تردنا من الإغتراب. أليس من المؤسف أن نرى دول الجوار تنشىء وزارات متخصصة تهتم بشؤون وشجون مغتربيها، بينما نلغي نحن وزارة المغتربين؟ أليس من المخزي أن تبقى آلاف معاملات اختيار الجنسية الواردة من الإغتراب قبل العام 1959 مكدسة طيلة خمسين عاما، بأكياس من الخيش، في وزارتي الخارجية والداخلية، وما كان ليسجل القسم الأكبر منها مؤخرا، لو لم نغرق الحكومات السابقة بالأسئلة والاستجوابات”.
وقال: “أليس من حق أولادنا في الإغتراب أن يتعلموا لغة آبائهم وأجدادهم، والإطلاع على تراث وتاريخ وطنهم، ولو من خلال معهد رسمي واحد ينشأ في كل بلد إغترابي حتى ولو كان ذلك على حساب مغتربينا، أليس غريبا أن نمنح الجنسية اللبنانية بسخاء للطارئين خلافا للقانون ودون التحقق مسبقا من ولائهم للوطن، بينما نحرم أبناءنا في الإغتراب من استعادة جنسية آبائهم وأجدادهم، وهي حق لهم ولأولادهم، وليست هبة أو منة من أحد”.
أضاف: “أليس من حق اللبنانيين المقيمين خارج لبنان ممارسة حقهم في الإقتراع لدى السفارات والقنصليات تنفيذا لقانون أقر مؤخرا ولو بصعوبة علما أن آلية الإقتراع التي كان من الواجب إنجازها منذ سنة ليتمكنوا من الإقتراع في العام 2013 لم تنجز بعد، ألا يحق للاغتراب اللبناني أن يتمثل في مجلس النواب، من خلال زيادة عدد نوابه أربعة عشر نائبا، ينتخبهم اللبنانيون المقيمون في الخارج من بينهم بالتساوي بين المسيحيين والمسلمين ونسبيا بين الطوائف، وذلك أسوة بما هو معمول به في الكثير من الدول، وإذا كان هذا الأمر يتطلب تعديلا للدستور، فإن تخفيض سن الإقتراع من 21 عاما إلى 18 عاما هو أيضا يتطلب تعديلا للدستور، فلماذا لا نعدله للأمرين معا؟”.
وأعلن ان هذه الأسئلة هي برسم المسؤولين جميع المسؤولين، ونحن منهم، سواء كنا في المعارضة أم في الموالاة. لقد استحضرتها في هذه المناسبة الكريمة لأن قضية الإغتراب يجب أن تكون في صميم اهتماماتنا الوطنية جميعا وهي التي شغلتني على مدى نصف قرن من العمل في الشأن العام”.
وختم بالقول: “لقد حان وقت هدم الجدار الفاصل بين لبنان المقيم ولبنان المغترب، من أجل بلورة رؤية وطنية موحدة لأولادنا في عالم الإنتشار بعيدة عن كل طائفية أو مذهبية، رؤية تجمعهم حول وطن أردناه حرا سيدا مستقلا ديمقراطيا موحدا أرضا وشعبا ومؤسسات”.
وقد شكر النائب ابي نصر الرئيس العالمي للجامعة اللبنانية الثقافية في العالم عيد الشدراوي على مبادرته، متمنيا له وللجامعة تحقيق ما نصبو إليه في جمع الطاقات الإغترابية على تنوعها، حول مشروع يجعل من المغتربين، شركاء حقيقيين في النهوض بالوطن الأم.
النائب حرب 
وقال النائب حرب: “لدى دخولي إلى هنا الليلة، لفت انتباهي صبيتان جميلتان، احداهما ملكة جمال لبنان والأخرى ملكة جمال المغتربين، فهل هناك بلد في العالم لديه ملكتان للجمال غير لبنان؟”، وقال: “هذا ما يفسر ميزة لبنان وحقيقة لبنان. اللبنانيون المتحلقون هنا الليلة حول لبنان المغترب، يكرس اجتماعهم التأكيد أن لبنان باق، وأن اللبناني الذي هاجر بداعي العوز والبحث عن العيش الكريم الحر، لا يزال هذا اللبناني عينه على لبنان. أما السؤال الواجب طرحه فهو: نحن اللبنانيين المقيمين هنا، ولا سيما المسؤولين، ماذا فعلنا وماذا نفعل لكي يعود اللبناني في الإنتشار إلى لبنان ولكي يدافع عن لبنان ويتعلق به ويؤمن به”.
وأضاف: في لبنان، ماذا يحصل؟ هذا يشتم ذاك ويهينه وذاك يخون هذا، إلى آخر المعزوفة، ورغم كل هذا نجد تعلق اللبنانيين في الإغتراب بلبنان، ولذا دعوني أحييهم على وطنيتهم وثقتهم وثباتهم وعدم قنوطهم”.
وأكد انه “في يوم قرر أجدادنا العيش مع بعضهم، مسلمين ومسيحيين، قرروا التحدي ليثبتوا أن الإنسان قيمة بحد ذاته يستحق الإهتمام به بقطع النظر عن لونه وجنسه ودينه وطائفته”، وقال: “هذا هو اللبنان الذي أدعوكم للبقاء على الوفاء له والتعلق به. لبنان الجبل الحلو والمناخ العليل والمناظر الجميلة والحياة الحلوة، عظيم، لكن أهمية لبنان هي في كونه رسالة، رسالة تحدث عنها قداسة البابا الراحل الطوباوي يوحنا بولس الثاني”.
وتابع: “لا يكفي التحدث مع المغتربين، بل ينبغي أن نسأل ذاتنا، نحن، ماذا نفعل من أجل لبنان؟ نحن نتقاتل يوميا، نتشاتم يوميا نتسابق على المصالح ونتباهى أن الحقيقة كلها لدينا، فيما غيرنا لا شيء لديه، ونخون هذا الغير. وإذا كان أبناء هذا اللبنان تقاعسوا وعجزوا عن الدفاع عن قيمه، فكيف يمكننا ان نقول للعالم أن لبنان هو وطن الرسالة؟”.
وأكد “ان معركتنا هي في ان يعود لبنان لبنان الكرامة، لبنان الإستقلال، لبنان الحريات، لبنان الإنسان، لبنان المحبة والإلفة وليس لبنان الكراهية، لبنان الذي ننشده هو الذي يكون المسيحي والمسلم فيه في خدمة لبنان وليس لخدمة طوائفهم”.
وسأل: “ماذا نفعل، كانت لدينا الجامعة اللبنانية الثقافية في العالم فدمرناها وقسمناها ولم نعد ندري ما نفعله بها لنسيطر عليها وتكون لهذا الفريق أو لذاك”.
وقال: “أؤيد ما ذهب إليه زميلي الأستاذ نعمه الله ابي نصر في تساؤله عن سبب إلغاء وزارة المغتربين، وهل يعرف أحد لماذا ألغيت؟ ألغيت وزارة المغتربين بعدما جعلوا منها آلة لتقسيم المغتربين وشرذمتهم، ونحن نطالب بوزارة تجمع المغتربين اللبنانيين، لا وزارة تفرقهم”.
أضاف: “دعونا نعود إلى الضمير، اللبنانيون المقيمون واللبنانيون في الإنتشار. المغترب اعتاد على طلب اللبناني المقيم الذي ينظر إلى المغترب من الوجهة المادية. وإني أدعو إلى تغيير هذه المعادلة لنقول للمغترب ان له كامل المواطنية مثله مثل المقيم، له حقوق وعليه واجبات، لكن كيف يكون ذلك؟ أول خطوة تكون بإشراكه في حق الانتخاب بموجب قانون انتخابي جديد. قد كنت وزيرا في حكومة سقطت منذ شهور، وقبل سقوطها بقليل سألت وزير الخارجية عما فعله في موضوع إشراك المغتربين في انتخابات 2013، فأجاب، أعجز عن تأمين انتخاب اللبنانيين المغتربيين في 2013، ولهذا فإن الزميل نعمة الله ابي نصر على حق حين يقول ذلك. نعم، إذا بقيت وزارة الخارجية على هذا المنوال من التعاطي مع المغتربين، فإنه من المؤكد أنهم لن ينتخبوا في الـ2013. انهم يدفعون اللبناني الذي يسعى لتسجيل معاملاته وقيوده التي تكدس شهورا وسنوات، يدفعونه للكفر بلبنان فيجبرونه بتصرفاتهم ( في دوائر وزارة الخارجية والسفارات) ان يقرر وقف معاملاته والتخلي عن لبنانيته”.
ودعا النائب حرب الى “اعادة النظر في الأداء، واحترام المغتربين واعتبارهم فعلا أبناءنا وأنهم مثلنا، لا أن نفكر ماذا سنستفيد منهم فقط بل ماذا علينا ان نعطيهم، وطالما الأداء على هذا النحو وحقوق المغتربين مهضومة، فلبنان سيبقى ضعيفا فقيرا وفي مهب الريح. فلماذا لا نتعامل بموضوعية مع قضية المغتربين ونعطيهم حقوقهم المشروعة، ليصبحوا أكثر فأكثر قوة ضاغطة لصالح لبنان”.
وسأل: هل فكر مسؤول، كم للبنان من طاقة اغترابية؟ هل فكر أحد كم يمكن للبنان الإستفادة من قوة هذه الطاقة في أنحاء العالم؟ عندما نعرف أهمية هذه الطاقة الإغترابية، علينا الإقلاع عن صراعاتنا وتوحيد أنفسنا ومعالجة قضية اللبنانيين المنتشرين ليصبح المغترب اللبناني لبنانيا مئة في المئة بحقوقه ولا سيما حقه الإنتخابي”.


وقال: “هذا التكريم الذي قررتموه لي، مشكورين، اسمحوا لي أن أقدمه لكل لبناني يؤمن بلبنان وبمغتربيه، انه تكريم يستحق أن يوضع على صدر كل من آمن بقيم لبنان، وبأن المغترب لا يزال جزءا أساسيا من لبنان. انه تكريم للبنان القيمة الحضارية المؤمن بالإنسان وبالقيم التي يحاول البعض تدميرها والتخلص منها، لكن لبنان سيبقى بلد المحبة، بلد الثقافة والانفتاح والعيش المشترك. ويوم يسقط لبنان، لا سمح الله، فإن أموال الدنيا كلها التي يجمعها اللبناني المقيم واللبناني المغترب على السواء، لا تعود تصلح لشيء إذا سقطت كرامة الإنسان والدولة التي يفتخر انه يستظل تحت علمها”.
وختم بالتوجه إلى الشدراوي بالقول: “حضورك الليلة هنا، رغم مصابك الأليم، وترفعك على جرحك وحزنك دليل على اعتبارك مصلحة لبنان أهم. لذا أحييك وأبارك جهودك، وما يطلبه المغتربون من حقوق ومطالب وطنية حق لهم أنا على استعداد مع زملائي النواب في المجلس للسعي لتحقيقها، حتى لا يعود هناك من فرق بين اللبناني المقيم واللبناني المغترب، ويصبح اللبناني المغترب لبنانيا مئة في المئة لناحية حقوقه”.




اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.