WLCU Iftar in honor of Mufti Malek El Chaar – 27 August 2011
قامت الجامعة اللبنانية الثقافية في العالم ورئيسها العالمي الشيخ عيد الشدراوي مأدبة إفطار تكريمية لمفتي طرابلس والشمال الدكتور الشيخ مالك الشعار في مطعم الشاطىء الفضي في الميناء بحضور الوزير أحمد كرامي ممثلاً الرئيس نجيب ميقاتي النائب البطريركي المطران فرنسيس البيسري ممثلاً غبطة البطريرك مار بشارة بطرس الراعي، والنّواب أحمد فتفت، قاسم عبد العزيز، خضر حبيب، سعد الدين فاخوري ممثلاً النائب روبير فاضل، راعي أبرشية طرابلس والكورة وتوابعهما للروم الأرثوذكس المتروبوليت إفرام كرياكوس، رئيس المؤسسة المارونية للانتشار الوزير السابق ميشال إده،الوزير السابق سامي منقارة، والنواب السابقين مصباح الأحدب،قيصر معوض، عمر مسقاوي، محمود طبو، لبنى عبيد ممثلة الوزير السابق جان عبيد، راعي أبرشية طرابلس المارونية المطران جورج بو جودة،ممثل رئيس الجمهورية لشؤون الفرنكوفونية السفير خليل كرم، أمين عام وزارة الخارجية بالوكالة السفير وليم حبيب، رئيس لجنة الحوار المسيحي الإسلامي الأمير حارث شهاب والأمين العام الدكتور محمد السماك، مديرة الوكالة الوطنية للاعلام السيدة لور سليمان صعب، مفتش المحاكم الشرعية السنية في لبنان القاضي نبيل صاري، أمين الفتوى بطرابلس الشيخ محمد إمام،طلال الدويهي ممثلا رئيس الرابطة المارونية جوزيف طربيه، قائد سرية درك طرابلس العميد بسام الأيوبي،ممثل التيار الوطني الحر داني سابا، رئيسة جامعة الجنان السيدة منى حداد يكن، وحشد من نقباء المهن الحرة الحاليين والسابقين وهيئات وفاعليات إقتصادية وإجتماعية وقيادات عسكرية.
وبعد الإفطار أقيم إحتفال إستهل بالنشيد الوطني اللبناني وكلمة تقديم من مسؤول الجامعة في غانا نبيل بصبوص مشيرا إلى فترة التأسيس في المكسيك العام 1959 والتي تضم حاليا زهاء ثلاثة ملايين مغترب لبناني وقال:” لقد قامت الجامعة الثقافية خلال السنتين المنصرمتين بنشاطات عدة خيرية وثقافية وإجتماعية داخل لبنان وفي بلدان المهجر ، وأقامت نصب المغترب اللبناني الذي هو رسالة محبة واخاء وعطاء، في ساحات وميادين بلدان كثيرة في القارات الخمس، وخلال شهر تشرين الثاني القادم وفي مهرجان دولي كبير سيزاح الستار عن نصب تذكار المغترب اللبناني في برسبن كولومبيان وكل هذه النشاطات التي قامت بها الجامعة ما كانت لتقام لولا المباركة والتوجيه والدعم بكل أشكاله من رئيسها العالمي الشيخ عيد لابا الشدراوي”.
وتحدث الرئيس العالمي للجامعة اللبنانية الثقافية في العالم عيد الشدراوي فإستهل كلامه قائلا :” أشكركم على حضوركم هذا الإفطار على شرف مفتي طرابلس والشمال الدكتور الشيخ مالك الشعار الذي مهما قلت عن مواقفه فشهادتي به تبقى مجروحة فنحن وبإسم الجامعة الثقافية في العالم نكن له كل إحترام ونقدر كل موقف يتخذه ، فمواقفه كلها وطنية وتتوجه إلى المجتمع اللبناني بكافة طوائفه ومذاهبه مسلمين ومسيحيين “.
وتناول الإنتشار اللبناني في العالم وما يقدمه إلى أبناء لبنان المقيمين وقال:” نسمع عن ثمانية مليارات وتسعة مليارات هي قيمة مايقدمة لبنان المغترب إلى لبنان المقيم بغية رفع المستوى المعيشي والإجتماعي والثقافي في بلدنا الأم ونحن ندرك أن حجم المأساة من خلال الأحداث التي إندلعت في العام 1975 كم كانت ستصبح كبيرة لولا الدعم الذي قدمه لبنان المغترب للبنان المقيم من خلال المساعدات الإجتماعية والمالية التي كان المغتربون يقومون بتأمينها لأبناء وطننا لبنان، ولولا ذلك لكان لبنان قد بيع في المزاد العلني .
وتابع:” نحن ندرك أن ما نقوم به في الإغتراب تجاه وطننا هو من واجباتنا الوطنية ولكن على حكومتنا أن تهتم باللبنانيين في بلدان الإنتشار ويجب أن يشعر كل مغترب لبناني في الخارج بأن هناك دولة تسأل عنه وتتابع أوضاعه ومتطلباته ،لا أن يتم الإكتفاء بطلب المال فهناك واجبات على الدولة تجاه هؤلاء اللبنانيين في بلدان الإنتشار، ومن هذا المنطلق نقول ونطالب الدولة بأن تمنح الجنسية اللبنانية لكل لبناني في بلدان الإغتراب فهذا حقه لا سيما وأن شرعة الأمم المتحدة أكدت على هذا الحق “.
اضاف:” نحن نطلب من الدولة ومن المسؤولين إعطاء الجنسية إلى كل مغترب يستحقها والإفساح في المجال لمشاركتهم في الإنتخابات، وأتساءل لماذا إذا طالب اللبناني المغترب بالجنسية يطالبونه بأوراق ومستندات في حين أن غير اللبناني إذا طالب بهذه الجنسية يقدمونها له دون عراقيل؟ وهذا السؤال أطرحه من خلالكم على الدولة والمسؤولين، فلماذا لا يحق للبناني المغترب أن يصوت ويشارك في الإنتخابات؟ لذلك ندعو إلى إقرار المشروع الخاص بتمكين المغتربين اللبنانيين من الحصول على حقهم في الإقتراع والتصويت ولن نسكت عن محاولات عدم إقرار هذا المشروع ،وقد سمعنا وقرأنا في بعض الوسائل الإعلامية أن هناك فقط حوالي 3200 مغترب لبناني أبدوا نيتهم في المشاركة في الإنتخابات وأن تأمين هذه العملية تكلف الدولة الملايين من الدولارات ، وهذا غير صحيح على الإطلاق ،وهنا أتوجه إلى الوزارة المختصة لأسألها لماذا في العام 2009 عندما جرت الإنتخابات النيابية سمعنا عن آلاف الطائرات والسفن التي قامت بنقل اللبنانيين من الخارج إلى لبنان للمشاركة في هذا الإستحقاق الوطني ؟.
وختم:نحن في بلدان الإنتشار نؤكد أن الإنتشار اللبناني يحب لبنان أكثر مما يحبه اللبنانيون المقيمون.
وألقى المفتي الشعار كلمة قال فيها:”أن تتعدد المسارات والأطر التي يتحرك الإنسان من خلالها فهذا أمر طبيعي وبديهي وذلك تبعا لتفاوت المدارك والثقافات والرؤى عند الناس وكل ذلك يكون ممدوحا ومستحسنا طالما أنه في خدمة الإنسان والمجتمع والأمة والوطن ،والأصل في كل مسار أو إطار أن يكون معبرا عن تاريخ الوطن وهويته ومستقبله وطموحاته ،وبذلك تكون الأطر والمسارات معلما من المعالم أو مدماكا من مداميك الحفاظ على الوطن وجذوره وهذا بحد ذاته عين الحفاظ على الإنتظام العام للوطن “.
أضاف:”من غير المقبول أبدا أن يكون لمطلق إطار أو مسار أي وسيلة أو هدف يقدح أو يجرح الإنتظام العام للوطن ، هذا الإنتظام هو الذي يحفظ تاريخ الوطن ومستقبله وأبناءه ، كأن يكون الإطار أو المسار مثلا عنصريا أو طائفيا أو مذهبيا أو أن تكون صناعته خارجية أو حتى إذا إستمد قوته من الخارج قوته ووجوده من الخارج أيا كان ، والوطن أشبه ما يكون بالسفينة فلا تحمل السفينة فوق طاقتها ولا يجوز لأحد أن يتصرف بمكانه بالسفينة حيثما أراد أو متى أراد ، كما لا يجوز لأحد على الإطلاق أن يخرق السفينة بحجة أنه تصرف ذاتي وبالتالي فإن كل ما يؤذي السفينة حرام في شريعتنا ، وكل ما من شأنه أن يعرض السفينة للخطر فهو حرام كذلك لأنه سبب هلاك الوطن والمجتمع”.
وتابع:” من هنا لا بد من الإعلان أمامكم وأنتم شريحة أساسية من عقلاء الأمة والوطن وحكمائه ، لا بد من الإعلام بأن مطلق تنظيم مذهبي أو طائفي لا يراعي هوية الوطن وطاقته من التحمل فهو ليس خطرا فقط وإنما سم قاتل، ولا بد من القول بأن أخطر الأحزاب والأطر والمسارات هو ما كان يهدف أو يوصل إلى فتنة دينية مذهبية كانت أو طائفية، وليس أخطر من ذلك إلا ما كان ولاؤه لغير الوطن وتاريخه وهويته “.
واوضح “لبنان هذا البلد العظيم بنبوغ أبنائه وصلابة رجاله وسيداته يحتاج من الجميع أن يخلصوا ولاءهم له وأن يعملوا لبناء حاضره ومستقبله وأن يحافظوا على وجوده وكيانه وتماسكه وإستمراره كوطن أولا ورسالة ثانيا ، كوطن ورسالة معا من خلال إصرارهم على وحدتهم الوطنية ومن خلال تعاون الجميع مع بعضهم دون أن يستقوي فريق على آخر ، وأن يدركوا جميعا أن الوحدة الوطنية في بلدنا هي صمام الأمان والإستقرار ومدماك السلم الأهلي وأن التوازن والمناصفة هي السبيل الوحيد للحفاظ على هذا الكيان وعلى هذا الوجود المميز ،وان العدد والكثرة ليس لها علاقة لا بالحقوق ولا بالإمتيازات، عند ذلك يتلاشى الخوف عند الكثير من اللبنانيين من عودة المغتربين إلى أرض وطنهم ، وأن يكون لهم الحق بممارسة الحق الإنتخابي وحتى إستعادة الهوية والجنسية لأن القوة عندنا هي للدستور ولأن الإحتكام أيضا للدستور ولأن الدستور يقوم على المناصفة في الحقوق والواجبات ولأن الدستور حفظ لكل فريق حقه وواجباته”.
وتابع المفتي الشعار:”إنني في هذه المناسبة الوطنية الجامعة ومع هذه الوجوه والطاقات الفاعلة لا يسعني إلا أن أحيي الجامعة الثقافية اللبنانية في العالم على دورها الإيجابي الكبير الفاعل الذي يهدف إبتداء لربط اللبناني المغترب والمنتشر بأرضه ووطنه وبأهله وإخوانه دون إعتبار لمذهب المغترب أو طائفته أو إنتمائه السياسي ، وإسمحوا لي أن أخص رئيس الجامعة الشيخ عيد الشدراوي وفريق عمله ، مجلس الإدارة والأمناء على كل ما يقومون به وأنا على معرفة واسعة بمشاريعهم وأعمالهم وسفرياتهم وكل ذلك من حسابهم الخاص”.
وقال:” لبنان يتسع للبنانيين جميعا بدستوره وبتوازنه بالمناصفة في الحقوق والواجبات ، لبنان يقوى بأبنائه المغتربين كما يقوى تماما بأبنائه المقيمين، ويا حبذا ألف ألف مرة أن يكون للمغتربين وزارة مستقلة هي وزارة المغتربين وأن لا تكون تابعة لمطلق وزارة في لبنان، وخصوصا إذا علمتم أن المغتربين فاق عددهم عدد المقيمين والمقيمون لهم حكومة والمغتربون يحتاجون لوزارة “.
وختم الشعار:” ألفت النظر إلى أن قوة لبنان بوحدة أبنائه أولا وقبل كل شيء ، ثم بالحرية التي تمثل رئة الحياة والتنافس بين أبناء الوطن ، نعم نحن قوتنا بوحدتنا ،وبثقافتنا المتنوعة والمتعددة ، وبالسلم الأهلي، وبأن يقوى الإنتظام العام وتقوى المؤسسات وأن تكون القوة الحقيقية هي للجيش وللمؤسسة العسكرية وللقوى الأمنية ، فهم حماة الوطن وهم قوة الوطن وهم حماة الديار نقوى بهم ونأمن بهم وتتعاظم قوتهم بدعمنا وتأييدنا ، ولبنان القوي هذا بوحدة أبنائه هو القوي بمنطق الحوار لأن الحوار ليس قدرا أو خيارا فحسب وإنما لأن الحوار هو لغة البشر والعقلا والحكماء ، وأخيرا لبنان سيبقى قويا طالما أن الولاء للوطن وللبنان وللعيش المشتر وللمناصفة بين أبنائه وطالما أن شعار اللبنانيين لبنان أولا “.